أي دور لمنتديات حزب الاصالة و المعاصرة داخل الحزب؟ منتدى اساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الاعدادي و الثانوي التأهيلي نموذجا

 
بات من المؤكد ان حزب الاصالة و المعاصرة بدى مقتنعا منذ البداية بضرورة التواصل و اسماع صوت كل فئات حزبه المنتمية الى القطاعات النشيطة العمومية و غير العمومية. حيث يمكن ان نستشف من هذه المنهجية، تأسيس للعديد من المنتديات على المستوى الجهوي و الوطني، مما يطرح مجموعة من الاسئلة حول المغزى العميق من اعطاء الحزب أهمية لهذه المنتديات ضمن التنظيمات الموازية للحزب. و بالتالي هل يمكن اعتبار هذه المنتديات بمثابة عبارة عن منابر متخصصة لقطاعات نشيطة مختلفة يسعى من خلالها الحزب لتكوين ووضع تصور دقيق على شكل تشخيص و اقتراحات و مطالب تأتي من مناضلي هذه القطاعات؟
من المعلوم ان حزب الاصالة و المعاصرة بالرغم من حداثة ولادته في المشهد السياسي المغربي، وضع مجموعة من الاليات التنظيمية من خلال قانونه الاساسي الذي ينص على خلق مجموعة من الاجهزة الحزبية لتسيير الحزب بصفة عامة. و من بين هذه الآليات، أحدث الحزب بمقتضى الباب الرابع من قانونه الأساسي، التنظيمات الموازية و التي ترمي إلى" توسيع تواجد الحزب داخل المجتمع"، حيث تمت ترجمتها على المستوى الجهوي، في إطار قطب التنظيمات الموازية و المجتمع المدني. و انطلاقا من هذا القطب تم تشكيل، إطارا جديد أطلق عليه اسم منتدى يمثل قطاع معين من القطاعات العمومية و غير العمومية للعاملين بها من مناضلي الحزب.
وهكذا تشكلت مجموعة من المنتديات على الصعيد الجهوي لمدينة الدار البيضاء الكبرى، من ضمنها منتدى اساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الاعدادي و الثانوي التأهيلي يوم 14 نونبر 2014. ان الهدف من هذا التأسيس، هو تشخيص ووضع مجموعة من مطالب هذا المنتدى جهويا ووطنيا، عن طريق ربط مجموعة من القنوات مع هياكل الحزب من منتخبين محليين و منتخبي جهة الدار البيضاء الكبرى في الغرفتين التشريعيتين و المسئولين الوطنيين للحزب. فضلا عن اسماع صوت رجال التعليم المنتمين للحزب للجهات الوصية على التربية و التعليم ( المجلس الأعلى للتعليم، الوزارة، الأكاديميات و النيابات).
ان اشكالية التعليم بالمغرب لازالت تعتبر من اهم القضايا الحساسة للدولة و الشعب المغربي، و حسبنا أن المغفور له الحسن الثاني سبق و ان صنفها بمثابة" القضية الوطنية الثانية بعد قضية الصحراء".
لقد اجتاز التعليم بالمغرب، منذ فجر الاستقلال من عدة تجارب تعليمية سياسية، انعكست على المضمون التربوي و المنهجي، و بالتالي ساهمت في عدم استقرار المنظومة التعليمية زادت من تخلفها. فمن سياسة التعريب و التعميم التي تبنته الحكومات الاولى للاستقلال الى حدود السبعينيات من القرن الماضي، الى الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي اراد له المغفور له الملك الحسن الثاني ان يكون جامعا من حيث اللجنة التي وضعته و ايضا من حيث مضمون هذا الميثاق.يتكون هذا الميثاق من قسمين: تتفرع عنهما عدة مجالات أهمها نشر التعليم وربطه بمحيطه الاقتصادي، تعميم تعليم جيد، محاربة الامية، دور الاعلام المرئي في التربية، السعي الى اكبر تلائم بين النظام التربوي و المحيط الاقتصادي، التنظيم البداغوجي، تقويم الامتحانات، جودة التربية و التكوين، مراجعة البرامج و المناهج، استعمال التكنولوجيا الجديدة للإعلام و التواصل. ثم المجال الرابع يتعلق بالموارد البشرية و اتقان تكوينها و تحسين ظروف عملها و مراجعة مقاييس التوظيف و التقويم و الترقية....الخ. هذه مجمل الدعامات التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية و التكوين. السؤال المطروح الى أي حد استطاعت الوزارة الوصية أن تطبق ما جاء به الميثاق الوطني من دعامات هامة لإصلاح التعليم لا تقبل التجزئة و لا البتر. و هل استطاع هذا الاصلاح ان يصل الى بر الامان، كما جاء في خاتمة ديباجة مشروع الميثاق حيث اوصت لجنة الاصلاح بالتنفيذ الفوري للإجراءات التي نص الميثاق على تطبيقها في افق الدخول المدرسي لسبتمبر 2000. و ها نحن الان، قد تجاوزنا العشرية الاولى من الالفية الثانية . إلا ان ما تم التنبيه اليه في خاتمة مشروع الاصلاح لم يحترم، ذلك ان تطبيق هذا الاصلاح اعترضته عدة عراقيل سياسية و مالية و إدارية، فبدأت بعض محاولات تطبيق الاصلاح ضعيفة و هزيلة و متشتتة مقارنة مع ما كان ينتظر من نتائج اولية مشجعة. فقد ارجع المهتمون التربويون و السياسيون، صعوبة تطبيق هذا الاصلاح الى ضعف الوسائل المادية و البشرية و بطء اجرأت النصوص التشريعية و التنظيمية اللازمة لروح الميثاق، فضلا عن ان الوزارة الوصية تجاهلت مشاركة و اقحام المعنيين الاصليين بإصلاح التعليم، أي الانطلاق من اصلاح وضعية المدرسة العمومية من خلال مكوناتها التربوية و الاجتماعية و الاقتصادية. زد على ذلك ان وضعية الموارد البشرية لاسرة التعليم كارثية من حيث التكوين الاساس و التكوين المستمر، و غياب التحفيزات الاجتماعية و الإدارية. فاستاذة والاستاذ بمختلف اسلاك التعليم مغيب من حيث رد الاعتبار المعنوي له من خلال اسناد المناصب التربوية و الإدارية و بالتالي فكل فكرة او ابداع لا تأتي من الاستاذ او الاستاذة او رجال و نساء الادارة التربوية، بل نجد ان جل المناصب التربوية يتم اسنادها اما لموظفي الادارة العمومية او لهيئة المراقبة البعيدين كل البعد عن القسم و المدرسة العمومية، حيث التلميذ يعتبر محور هذا الاصلاح.
و لا غرو فان المخطط الاستعجالي لسنة 2010 ، جاء مرة اخرى لكي يتدارك هفوات عدم تطبيق الميثاق الوطني للإصلاح، مما جعل مجموعة من الاسئلة تطرح من جديد أهمها : هل الوزارة بصدد تنفيد اصلاح جديد؟ ما مصدر هذا البرنامج الاستعجالي؟ هل بإمكانه فعلا تحقيق ما لم يستطع الميثاق الوطني للتربية و التكوين انجازه؟ ام هو استمرار له لكن بمقاربة جديدة؟ و اذا كان هذا المخطط الاستعجالي الذي ولد لنا اصلاحا اخر، يندرج ضمن التعجيل بتطبيق الاصلاح الام على الارض واضعا مجموعة من الاهذاف الاستراتيجية البيداغوجية و التربوية من أجل تحسين اداء المدرسة العمومية، فانه هو الاخر سيعرف تعثرا كبيرا بل توقيفا نهائيا، من طرف وزير التربية للحكومة الحالية و اهدارا للمال العام بطريقة عشوائية، بدون ان يتم تقييم مكامن فشله محاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الفشل. بل سيعاد من جديد استئنافه بعد انتقادات الخطاب الملكي للتعليم و عودة المجلس الاعلى للتعليم من جديد ليرسم مكامن الداء لهذه المعضلة. و قد اطلقت الوزارة من جديد لقاءات تشاورية حول المدرسة المغربية خلال الفترة الممتدة من 28 ابريل الى منتصف شهر يوليوز 2014 ، و اعلنت عن نتائجها. و حسب بلاغ الصحفي للوزارة: فقد توخت من خلال هذه اللقاءات التشاورية التوفر على تحليل موضوعي للأسباب الكامنة وراء الاخفاقات التي عرفتها المنظومة التربوية خلال السنوات الاخيرة و التعرف على انتظارات جميع الفئات المستهدفة، و ذلك بغاية تقديم اقتراحات عملية بشأن الحلول الممكنة لتجاوز الوضعية الحالية للمدرسة المغربية. ثم خلص البيان الى صياغة "اقتراحات بناءة و حلول اجرائية تهم مجالات العرض المدرسي و العرض التربوي و الموارد البشرية و الحكامة، من شأنها ان تساهم في بلورة المشروع التربوي". بعد ذلك خرجت وزارة التربية علينا مؤخرا بإصلاح اخر يحمل عنوان خطة انقاد التعليم استراتيجية 2030 .
اذن ما موقع منتدى الاصالة و المعاصرة للاساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الاعدادي و التأهيلي في خضم هذا الحراك العقيم لإصلاح منظومة التعليم المغربية؟ ماذا ستكون مساهمة هذا المولود الجديد لنساء و رجال التعليم داخل حزب الاصالة و المعاصرة؟ ما هي قدراته و محدوديتها في ايصال صوت الفئات المشكلة لرجال التعليم لاجهزة الحزب التشريعية و التنفيذية؟ هل ستساهم التقارير التي سيشتغل عليها المنتدى في وضع تصور واضح لحزب الاصالة و المعاصرة لهذه المعضلة؟ هل يمكن اعتبار ان اقتراحات و مطالب منتدى التعليم الابتدائي و الاعدادي و التأهيلي ستزيد من القيمة الاضافية لسياسة القرب التي ينهجها الحزب بتأسيسه هذه المنتديات؟
انها مجموعة من الاسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح على كل مناضلي الحزب و على كل غيور على تعليم بلاده ازاء معضلة التعليم ، حيث سيعمل المنتدى أساتذة التعليم الابتدائي و الاعدادي و التأهيلي بحول الله الاشتغال عليها و الاجابة عليها قريبا.


تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.
About Author

عن الكاتب

المدير العام لموقع المنتدى الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة ، ذ: أحمد الطاهري

0 التعليقات لموضوع "أي دور لمنتديات حزب الاصالة و المعاصرة داخل الحزب؟ منتدى اساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الاعدادي و الثانوي التأهيلي نموذجا"

قال تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) صدق الله العظيم
الابتسامات الابتسامات